أين المسلمون اليوم من إسلام "عمر" و "خالد" في الحجاز , والرشيد والمأمون في العراق , والناصر والحكم في الأندلس , والعزيز والحكم في مصر ؟ ألم يبلغ هؤلاء بفتوح الجيش وفتوح الدين وفتوح العلم وفتوح الخلق من السلطان والعمران ما لم تبلغه أمة من قبل ؟ فنزل على حكمهم الدهر ودخل في ملكهم العالم ؟ إن الدين الذي رفع هؤلاء السادة والقادة إلى الذروة , وضمن للخلافة في عهودهم العزة والمنعة والقوة , لا يزال هو الدين الذي لا يغيره الزمن , ولا تجافيه الطبيعة , ولا يعاديه العلم ولا تنسخه المذاهب , وإنما الأمر فيه كما قال الرسول صلوات الله عليه :"مثل ما بعثني به الله من الهدى والعلم كمثل غيثاً أصاب أرضا , كان منها طائفة طيبة قبلت الماء وأنبتت الكلأ والعشب الكثير وكان منها أجادب أمسكت الماء فنفع الله به الناس فشربوا منها وسقوا وزرعوا وأصاب طائفة منها أخرى , إنما هي قيعان لا تمسك ماء ولا تنبت كلأ "
*****************
جزء من مقال لأحمد حسن الزيات